فكرة #الحوار_الوطني والفقاعة العفوية..!
فكرة الحوار الوطني: فكرة فضفاضة لها ابعاد عدة وذبذبات غير واضحة ومتكاملة..
دعونا نكون منصفين وواقعيين جدًا ودعونا نبحث عن بداية ومصدر فكرة "الحوار الوطني" ، بداية من طَرح هذه الفكرة هي "مجلة مواطن الإلكترونية" التي رئيس تحريرها محمد الفزاري .. وكما نعلم الفزاري ونبهان الحنشي وخلفان البداوي لهُم نقاط أمنية عريضة وهُم خارج الوطن في بريطانيا "لجو سياسي" ولا ننسى هرطقات نبهان الحنشي وتشمتهُ وسخريته وإثارته للفتن في تغريداته ومنشوراته -ربما من باب الإنسانية أحترمهم - ولكن في المنظور السياسي من المعروف هناك خطوط ونقاط وقوانين لا يمكن ترك دولة بلا حزم ولا يمكن التساهل من يثير ضوضاء الفتنة والشطحات النفسية..
نعود لفكرة الحوار... الفكرة بدأ ترويجها أو تداولها وعلكها في الساحة الفيسبوكية العُمانية ، لا اعتقد بأن عفوية وغالبية الشعب العُماني الذي يمثل طرف "الحوار" المنشود أن يقبل بفكرة بداية ظهورها من رموز خارجية بعضها "اساء" لسلطان قابوس الذي ينظر إليه العمانيين هو الأب الحنون والمؤسس لعُمان الحديثة -ويحترمهُ ويجلهُ غالبية العالم - لا يعني هذا بأني ضد الفكرة أو مع ولكني سأتكلم من أفق واقعي ،خروج الفكرة من طرف لهُ "عقدة مُطلقة" أو "نظرة كُلّية" لمؤسسة الدولة والنظام والسلطان وليس إصلاح حقيقي يجعل الفكرة مشتتة وفي محل عدم ثقة..!
نشر "علوي المشهور" في صفحته الفيسبوكية مقطع فيديو تكلم عن "مبادرة الحوار الوطني" كما سماها.. يقول: (...الغريب كمية الخوف الذي وجدناهُ في مواقع التواصل الإجتماعي عن مبادرة تدعو للحوار.. يا جماعة حوار لا حرب ولا دعوة لسلاح ولا دعوة لمظاهرات.. شعب يتحاور مع حكومته.. كأننا مجتمع عايش في قوقعة منغلقة! وفجأة أنفتح لدنيا وخائف.... )
- عزيزي.. سأقول لقد أتقنت اختيارك كلمة "الخوف" لتجعلها شماعة الفقاعة العفوية! أو ربما قصدت بالخوف هو القلق! ، أولاً ليس كل خوف هو هدام وسلبي وثانيًا ليس مسألة خوف وإنما "مبدأ" ورؤية واضحة للفكرة وليست مُتذبذبة، كُل ما تفضلت به هو كلام عفوي جدًا وكلام مِثالي لفكرة لها تفرعاتها ومعناها السياسي.. فكرة "الحوار الوطني" لم تقدم رؤية متكاملة واهداف واضحة ولا أجوبة وقناعات للمستفهمين.. مع من يكون للحوار ولماذا.. وما فائدة مجلس الشورى الذي يمثل صوت الشعب لتوصيل رسالتهم ومطالبهم واحتياجاتهم.. ألم يناقض فكرة الحوار... وهل نحن بحاجة إليه...،
لم يقدم طرح الفكرة إلا عفوية مظهرها ..!
الجولات السامية التي كان يقوم بها السلطان إلى ولايات السلطنة وقبة مجلس الشورى هي تفعيل لمفهوم الإشراك والحوار بين الشعب وحكومتهُ وبين جميع ولايات السلطنة ، لا احد يمكن أن يقول بأن مسيرة عُمان خالية من مفهوم الحوار وليس أحد ضد الإصلاح والحوار فهو معنى راقي وحضاري ،ولكن عفوية الكلام والمجاز والشِعر في مجالس السياسة هو ضربًا من التهرطق ؛وأقصد ان السياسة تقوم على أيديولوجية ونظام مُتكامل ودقيق وحساس ولغة الأرقام والنُقاط وليست "لغة المِثالية" وكما يقولوا "أهلُ مكةَ أدرى بشعابها"!
بقلم: مُجاهد الحسني










