برامج التواصل بين الرفع والكَسر ..!
منذُ زمن بعيد ، ادخلوها بسلام ! بدأت رحلة التصفح بين ثنايا وأروقه مواقع التواصل الإجتماعي.. لم يبقى مكانا إلا لمسته قدمي.. ولم يعد معرفاً إلا أرتويت منه إن كان يصنع نبيذا شهياً او عسلاً نقيا من المعرفه والشعر والأدب والثقافة !
كنتُ أشتهي الثغور الثقافية فسبحت واحتكيت بين وسطها.. فلا يروق لي إلا المعرفات التي تجعلني ثاملاً بالمعنى أو مرتوي بالعمق! مستقلاً في روايتي وكياني وحراً في حرفي وكلامي! جمعت بين الجديه والعفويه والتنوع في صفحتي وحائطي! رأيتُ المشهد الثقافي العُماني كيف يتحرك ؟! كيف يفكر ؟! وما مشكلاته ومرضه ! وكيف يكسر ويغتال بعضه..
وأيقونتي الفيسبوكيه ترتوي بشكل يومي بين تفاصيل العالم الممتلئ بالقوالب والمستويات المختلفه..
تجد المطوع "المعتدل" الذي يدافع على أمرأه فقط لانها أمرأة والآخر لا يعرفه ! والثاني "مطوعنا" يعزف على أوتار "الناي" ويغازل فتاة حمقاء..! والثالث لم اجدهُ أبداً إلا بين الجنس الناعم ويضربها "سوالف" وبشكل يومي! يجعلني ابصق في لحيته ..
وهناك "البنات" التي لم تسمع بعالم "فيس بوكي" وعندما عرفته جيدًا أدمنت على شاب من كلامهُ الوردي المنمق.. فمسكينه بعدما ارسلت صورتها وبعض جسمها تركها وحيده لتكتب منشور تباً للحب والرجل والثقة ..!
وهناك من يتاجر "بالموهبة" انا رسام، انا مصور،انا كاتب ، انا استاذ.. لمجرد جذب اكبر عدد يصفقون وربما يكونون خواريف"! شاهدت هذا المشهد كيف فتاة تستغل وضعها لانها "فتاة" لنيل من مكانه احدهم وبسهوله تجد من يصفق ويدافع بلا معرفه! .. قهقه صغيرة...
أيضًا هُناك من يتكلم بحريه الآراء وتعدد وجهات النظر وهو يقصف أحدهم تاره وينتقد تاره! البعض يتخيل بأنه استثنائي يجوز له الارثاء المعرفي والآخر لا يجوز له..!!
وإحداهن تناقض ذاتها مثل قولها "لا تتكلموا بالمشكلات الخاصه في العلن" وذات اليوم تنشر في العلن مشكله خاصه بينها وأحدهم .. المثقف الذي لا يترجم فكره الى فعل لا يستحق لقب مثقف..
وفي ظل تواجد القوالب الخرفانية والمحترمه والمتصنعه والرائعه.. كنت عابرًا واقرأ سفينة الحمقى حين اتقهقه في التناقض! رحلة "التصفح" حينما بدأتها نظرت إليها كعالم افتراضي ليس اكثر اهميه من واقعي..