من هو المثقف بين الحالتين !
الحاله الأولى :
قلم "فكري" يتكلم بمبدأ الفكرة ويناقش بالدليل والبرهان والمنطق ويمتلك مخزون معلوماتي ....
مثلاً :
ـ ماذا تعني كلمة "الإيديولوجيا" !؟
منظومة وعقيدة من الأفكار .
ـ من هي والدة السلطان قابوس !؟
مزون بنت أحمد .
ـ ماذا تعرف عن البراغماتية !؟
مذهب فلسفي يقوم على أن "الأثر العملي" هو المحدد في صدق الإعتقاد ! .
ـ من صاحب نظرية التطور المعروفة !
تشارلز داروين .
ـ من مؤلف كتاب مهزلة العقل البشري !
علي الوردي .
ـ ماهي أنواع الفلسفة !؟
الوجود ، المعرفة ، القيم
الحاله الثانية :
قلم أدبي يعتمد على الكلمات الفضفاضة وعلى التصويرات والتعبيرات الأدبية والشعوريه العاطفية أكثر من الفكرية فشخص هنا يُعبر ويسرد فكره وكلماته بطريقه أدبيه (إن صح التعبير )
مثلاً :
متكسراً بين ضفدعين
ملتوياً خلف الحمامه
نقطةٌ مضمومه ،
والفاصله تغازلُ الفاصله !
نعيقٌ وإستهبالٌ
والليل يقتلني بلا مسدس !
صوتي للمدى البعيد , ويعيد ويزيد
وانا أبحث الفكرة ، عن الكسره !
الداغوص الحارق بين نجمتين
تهذي بالعنوان الفاخر
الكلاب وسط الجبل وصوت التفاحه
والمكبوس يطبل سمفونيه نادرة على شفتي الراحله
من هو المثقف من الحالتين الاولى أم الثانيه ؟
لربما يكون السؤال غير منطقي وواضح وسخيف ولكني ذكرت هذه الحاله لتكاثرها بيننا ....!!
تدرك سريعاً بأن الثقافة شاسعة بلا حدود ... والتخصصيه هي المعيار للمعرفه !
وتحكم هذا العالم هي التخصصيه لزيادة وتكاثر فروع وتفاصيل العلوم ... وفي هذا السياق من المهم أن أذكر بأن الحاله الأولى تعتمد على الفكرة وليس الشكل! وفي مضمون المعرفة والفكرة وليس في مضمون "التذوق والخَيال"
وعندما تكاثرت الأقلام الأدبية من صغار وكبار ومراهقين ، متخصصين وغير متخصصين ليكتبوا الخواطر والأشعار بكل أنواعها وأشكالها ومُكسّراتها وألوانها ، أصبح بعضهم يستغل ذلك الفن الراقي ليحوله إلى واحه مليئة بالغموض !
فعندما تنتهي من قراءة كلمات أحدهم تجد نفسك بين طلاسيم لفظيه غير مفهومه ، ثم يقول لك المعنى في بطن أو صيم الكاتب ...!!
لا أعلم هذا يسمى أستغلال الفن أو الإستهبال الثقافي ! ، نعم يطربني المجاز والإستعارة والتشبيه لكن أخشى من المتطفلين أن يهرفوا بما لا يعرفوا ، ويهذونوا بما لا يفقهوا .
بقلم: مُجاهد الحسني



