الثلاثاء، 21 يوليو 2015

الخنفشارية وقُـمقُم...!

الخنفشارية  وقُمقم ...!


بقلم: مُجاهد الحسني .

مع ضجيج الحياة المتراكم من الرقي والوعي والبحث ، أصبح بسهولة أن تجد مفتي أو فيلسوفاً أو رجل واعياً في كل مكان ، هذه نظرتي الطبيعية جداً في هذا الجيل الذي ممكن أن تسميه جيل ويكيبيديا وهو مشروع موسوعي معلوماتي (انترنت)   ، فأكتب أي سؤال يخطر ببالك تجده في بحث الويب ! ، وكما سهل سيد ويكيبيدا المعرفه الطازجة المعلبة والمعلومات السطحية النظرية ، أيضا أعطى لبعضهم صفة الخنفشارية وهي صفه مرضيه تحتاج إلى علاج سريع ...!

الصفة الخنفشارية وسيد قمقم ممكن أن نعرفه هو الشخص الذي يقحم نفسه في كل المجالات وفي كل شي ، يعرف ما لا يُعرف ، تراه يفتي في كل قضية ومسألة ، تراه مهندس وشاعر وخبير اقتصادي وخبير طقس وخبير أرض وجو وبحر ...!

وكل ما يقوله هو الصحُ الأصح الصحيح ، وكل ما يقوله غيرهُ يحتمل الخطأ والنظر ، هذه فلسفتهُ المريضة التي ينزعج منها كل من يقترب من سيد قمقم الملائكي ...

سيد قمقم لم يحترم عقول غيره ولا التخصصية ؛ فأصبح في أحلامه الوردية بأنه يلفت النظر ويبحث عن الأضواء ومتابعين له... والكثير ممن يكونون هذه الأيقونه هُم من المراهقين للمعرفه غير الناضجين فيها ...!ُ

وفي ظل إنشغال الناس بحقيقة الوعي وطبيعته في التقبل المخالف والتواضع والهدوء والانشغال ..يستغل سيد قمقم الوضع ولا يكتفي بمعرفته السطحية بل تجده يتصادم مع الغير ويملىء هذيانه ولذاعته في كل مكان ! ربما هذا لم يصدق نفسه ولم يصدق بأن فُتح لهُ نقطه ضوء ، يظنها تلك هي المعيار لوعيه وثقافته ...

جميل أن نقول لمثل هؤلاء الاشخاص الذين يكثرون من قول (أنا اعرف وانا مثقف...) جميل أن نتجاهلهم لا أكثر ؛

وكلما عرف الإنسان قدره وعرف نفسهُ ؛ بأنه ناقص أمام المعرفة والعلوم التي لا تحصى ولا تعد ولا تحصر ولا تحد كلما كان اكثر ناضجاً وواقعياً .

وأخيراً رسالة متواضعه لكل قمقم يبقبق آناء الليل وأطاف النهار وكل مثيقف يلتوي ويشدُ على تلونه ؛ لا معنى ولا تساوي ايُ ثقافه بلا إحترام هذا إن وجدت !، ثم الكبرياء داء يقتلُ كل علم وبصيرة ولا يوجد هناك مثقف حقيقي إلا وكان متواضع .